**الصدمة العاطفية:** فقدان شريكة الحياة يُعتبر ضربة قوية جداً، تُضعِف جهاز المناعة وتُؤثّر سلباً على الصحة النفسية والجسدية.

Immutrain

You need less than a minute read

·

Post on Dec 30, 2024

125 visitor like this post

Share

الصدمة العاطفية: فقدان شريك الحياة وضربة المناعة النفسية والجسدية

فقدان شريك الحياة يُعتبر تجربة مُدمّرة وقاسية للغاية، تتجاوز بكثير حزن الفراق العادي. إنها صدمة عاطفية عميقة تُضعِف جهاز المناعة وتُؤثّر سلباً على الصحة النفسية والجسدية بشكلٍ كبير. لا يُمكن التقليل من أهمية فهم هذه الصدمة وآليات مواجهتها.

ما هي الصدمة العاطفية بعد فقدان شريك الحياة؟

الصدمة العاطفية في هذه الحالة ليست مجرد حزن، بل هي رد فعل نفسي وجسدي مُعقّد على فقدان شخص عزيز، شكل ركيزة أساسية في حياة الشخص المتوفى عنه. يتضمن هذا الفقدان:

• فقدان الهوية: يتعرّف الكثير من الأشخاص على أنفسهم من خلال علاقتهم بشريكهم، وبالتالي فإن فقدان هذا الشريك يؤدي إلى شعور بفقدان جزء من الهوية الشخصية.
• فقدان الدعم العاطفي: يُشكّل شريك الحياة عادةً مصدرًا أساسيًا للدعم العاطفي والنفسي، وفقدانه يترك فراغًا كبيرًا يصعب تعويضه.
• فقدان الروتين والمشاركة: تتغيّر الحياة بشكل جذري بعد فقدان شريك الحياة، حيث تختفي الممارسات اليومية المشتركة والأنشطة التي كانت تُمارس معًا.
• فقدان الأمل والمستقبل: يُمكن أن يُؤدي فقدان شريك الحياة إلى شعور باليأس وفقدان الأمل في المستقبل.

آثار الصدمة العاطفية على الصحة:

لا تقتصر آثار الصدمة العاطفية على الجانب النفسي فقط، بل تمتد لتؤثر على الصحة الجسدية أيضاً:

• ضعف جهاز المناعة: أظهرت الدراسات أن الصدمات العاطفية تضعف جهاز المناعة، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض.
• مشاكل القلب والأوعية الدموية: تُعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية من الآثار الجانبية الشائعة للصدمات العاطفية.
• اضطرابات النوم: يُعاني الكثير من الأشخاص الذين فقدوا شريك حياتهم من اضطرابات النوم، مثل الأرق والكوابيس.
• القلق والاكتئاب: يُعدّ القلق والاكتئاب من الأعراض الشائعة للصدمة العاطفية، ويُمكن أن تتطور إلى اضطرابات نفسية حادة.
• مشاكل في الجهاز الهضمي: يُمكن أن تؤثر الصدمة العاطفية على الجهاز الهضمي، مُسببة مشاكل مثل عسر الهضم والإمساك.

كيف يمكن التعامل مع الصدمة العاطفية؟

لا توجد طريقة سحرية للتغلب على الصدمة العاطفية، ولكن هناك خطوات هامة يمكن اتباعها لتخفيف وطأة الألم والتعامل مع الوضع بشكل صحي:

• قبول المشاعر: من المهم قبول المشاعر السلبية وعدم قمعها، لأن قمعها يُمكن أن يزيد من سوء الحالة النفسية.
• البحث عن الدعم: التواصل مع الأصدقاء والعائلة أو الانضمام إلى مجموعات دعم يُساعد على الشعور بالدعم والتفاهم.
• الاهتمام بالصحة الجسدية: تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، والنوم بشكل كافٍ، كلها عوامل أساسية للتعافي.
• طلب المساعدة المهنية: لا تتردد في طلب المساعدة من أخصائي نفسي أو طبيب إذا كنت تعاني من أعراض شديدة أو مستمرة.
• إعطاء النفس الوقت: التعافي من الصدمة العاطفية يتطلب وقتًا، ومن المهم إعطاء النفس الوقت اللازم للشفاء.

فقدان شريك الحياة هو تجربة قاسية، لكنها ليست نهاية الحياة. مع الدعم المناسب والعناية بالنفس، يُمكن التغلب على هذه الصدمة والبدء في بناء حياة جديدة.